لقاء الـ 25 دقيقة في بعبدا… “ثبات حريري… ولا حكومة”

بعد خمسين يوماً من القطيعة التامّة امتدت منذ اللقاء الرابع عشر في 23 كانون الاول 2020، حين كان الوعد للبنانيين بأن تكون العيدية هي تأليف الحكومة قبل انقضاء العام المنصرم، انعقد اللقاء الخامس عشر فجأة وبلا مقدمات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري والذي دام 25 دقيقة.
في الشكل، يبدو اللقاء مهماً لا سيما بعد الفيديو المسرّب والذي وجّه فيه عون الى الحريري تهمة “الكذب”، وتعمّد مكتب الاعلام في الرئاسة ان يشير في بيانه إلى أن اللقاء جاء “بطلب من الحريري”، اي لم يبادر رئيس الجمهورية الى الاتصال بالرئيس المكلف ودعوته للاجتماع والبحث في التشكيلة الحكومية، كما كان يُعمل سابقا لتجاوز تداعيات الفيديو المسرّب.
أما في المضمون، فان اللقاء جاء بعد اكثر من رحلة خارجية للحريري شملت تركيا والامارات ومصر ومن ثم الامارات وانتهاءً بفرنسا، وبحسب مصادر متابعة، فإن “الرئيس الفرنسي ليس بوارد كسر موقع الرئاسة الاولى لذلك كان التمني على الحريري بأن يبادر الى كسر الجليد مع رئيس الجمهورية كخطوة أولى وفق الامور التالية:
أولاً: قام الحريري بزيارة بعبدا من دون ان يحمل مضموناً حكومياً جديداً اي أبقى الامور عند النقطة العالقة عندها.
ثانياً: فتح الحريري الباب مجدداً للأخذ والرد في مسألة تأليف الحكومة عندما اعلن ان لا تقدم وحمّل كل القوى السياسية المسؤولية عن ذلك.
ثالثاً: تحميل الحريري المسؤولية للقوى السياسية عن الفشل في تأليف الحكومة، وهي دعوة مبطنة لها لكي تتحرك وتبادر وتبدأ عملية طرح المبادرات والافكار، خصوصاً حلفاء عون و”الوطني الحر”، وهنا رمى كرة في ملعب “حزب الله”.
رابعاً: ثبّت الحريري صيغة الـ18 وزيراً إذ بعدما غادر منصة التصريحات في بعبدا عاد ليقول انه متمسك بهذه الصيغة ومن دون ثلث معطّل”.
وترى المصادر ان “هذا السيناريو ليس بعيداً من التنسيق مع ماكرون، إذ سلّف الحريري الرئيس الفرنسي ورقة تمسّكه برفض حكومة تتشكل من سياسيين واختصاصيين صرف وبلا اي ريحة احزاب وبصيغة الـ18، وهذا التمسك بالموقف سيحمله معه ماكرون الى الرياض في العشرين من الجاري ويطرحه كورقة قوة مع السعودية”.
ويشير المصدر الى انه “صار واضحاً بعد موقف الحريري في بعبدا ان الباب السعودي لا يزال موصداً في وجهه، والرهان على ماكرون ليفتحه، لان الحريري ليس في وارد تأليف حكومة لا تحظى سلفاً بدعم سياسي واقتصادي خليجي، لان اي حكومة بلا هذا الدعم محكوم عليها بالفشل او تقطيع الوقت من ضمن مسلسل الانهيار الكبير”.
وقال الحريري للصحافيين بعد اللقاء: “رغبت بزيارة رئيس الجمهورية بعد الرحلة التي قمت بها لعدد من الدول العربية، لكي أقول لفخامته ان سبب الرحلات هو استرجاع علاقة لبنان بهذه الدول التي كنا غائبين عنها كثيراً. وقد لمست في زيارتي الأخيرة لفرنسا، خاصة، حماسة لتشكيل حكومة، وخريطة الطريق التي وضعها الرئيس الفرنسي والتي كنا وافقنا عليها في قصر الصنوبر لإنقاذ لبنان ووقف التدهور وإعادة اعمار مرفأ بيروت، كل ذلك جاهز بكامله. والمشكلة انه في ظل عدم وجود حكومة من الاختصاصيين وغير التابعين لاحزاب سياسية لا يمكن لنا ان نقوم بهذه المهمة. واذا اعتقد او فكر احدهم انه اذا كان في الحكومة أعضاء سياسيون سينفتح المجتمع الدولي علينا ويعطينا ما نريد فهو مخطئ. الفكرة الأساسية تتمحور حول قيام حكومة من وزراء اختصاصيين لا يستفزون أي فريق سياسي ويعملون فقط للمشروع الذي يقدم امامهم”.
أضاف: “لقد تشاورت مع فخامة الرئيس وسأكمل التشاور. ليس هناك من تقدم ولكني شرحت له عن الفرصة الذهبية التي امامنا وعلينا الإسراع في تشكيل الحكومة. وليتحمل كل فريق سياسي مسؤولية مواقفه من اليوم فصاعداً”. ورداً عما اذا ستكون الحكومة من 18 وزيراً أجاب: موقفي كما كان في السابق، هو حكومة من 18 وزيراً لا احد يملك فيها الثلث المعطل وكل وزرائها اختصاصيون وهذا الموضوع لا يتغير لدي”.