Jadidouna the News

هدية مُغلَّفة لماكرون قد تنفجر في وجهه!

كتب أنطون الفتى في وكالة “أخبار اليوم”:

رغم تحديد موعد الإستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة الجديدة، يوم الإثنين القادم، والحلم السوري الذي عبّر عنه سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم علي، في ما يتعلّق بالتنسيق والتكامُل الأمني المشترك بين لبنان وسوريا، يبدو أن التسوية الإقليمية – الدولية على مستوى المنطقة انطلقت، منذ ما قبل الإنتخابات الرئاسية الأميركية.

فمقابل فشل المساعي الأميركية في تمديد فرض حظر السّلاح على إيران، وعدم قُدرة واشنطن على إعادة تفعيل العقوبات عليها، نجد طهران تسمح لمفتّشي “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” بدخول موقعَيْن نوويَّيْن مشبوهَيْن، كانت الوكالة تطالب بالكشف عليهما.

وهذا كلّه يحصل بموازاة مسار سياسي، يدور حول انتخابات نيابية مبكرة في لبنان والعراق، في عام 2021، على وقع الإنتخابات الرئاسية السورية والإيرانية في العام نفسه أيضاً. فأين مستقبل لبنان في كلّ ذلك؟

Mini تسوية

لفت مصدر سياسي الى “أنّنا ضمن Mini تسوية اليوم، انطلاقاً من أن الديبلوماسية الإيرانية التي هي من أكثر ديبلوماسيات الشرق الأوسط تعقيداً وذكاءً، وجدت أنه من مصلحتها دخول هذا المسار لحفظ أوراقها مستقبلاً، سواء فاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالإنتخابات الأميركية، أو لا. وهذا ما يدفع طهران الآن الى القَبول بمسار التسوية قبل “الرئاسية” الأميركية، مع عدَم تقديم أجوبة واضحة ونهائية، لحفظ هوامش التحرّك من ضمن هذا المسار نفسه”.

وأكد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “أولى مؤشّرات الـ Mini تسوية الدولية – الإيرانية بدأت بحُكم المحكمة الدولية الخاصّة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الذي لم يُقنِع أحداً مهما حاولوا الإيحاء بغير ذلك، وهو (الحُكم) أتى من ضمن تسوية مع إيران، نضجت بعد إرجاء تأخير إصداره من 7 الى 18 آب، بذريعة انفجار مرفأ بيروت، فيما كان سبب التأخير اكتمال نقاط الـ Mini تسوية”.

وأضاف: “طهران في حالة اختبار دولية اليوم، وأولى بشائر الصّدق الإيراني، تتمثّل بما إذا كان “حزب الله” سيسهّل تشكيل الحكومة الجديدة. فضلاً عن أن قبول “الحزب” بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، من ضمن الشروط التي فرضها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعني أن الـ Mini تسوية هذه سيُكتَب لها النّجاح أو لا. ومن هذا المنطلق، أتى الهدوء الدولي أيضاً تجاه رفض ترشيح الدّيبلوماسي نواف سلام لتشكيلها (الحكومة الجديدة)، كمرحلة جسّ نبض واختبار وترك هوامش للتحرُّك”.

هدية

وشدّد المصدر على “وجود معلومات تُفيد بأن فريق السلطة يستعدّ ليُسمِع ماكرون كلاماً في 1 أيلول، مع عدم الإكتفاء بالاستماع منه الى فقدان الثّقة الدولية تجاه السلطات اللّبنانية بسبب فسادها، وعدم مضيّها بالإصلاحات، خصوصاً أن زيارته السابقة شكّلت إهانة سياسية وشعبية كبيرة لكلّ المسؤولين اللّبنانيّين”.

وقال: “لا خوف من التسبُّب بمشكلة ديبلوماسية للبنان مع فرنسا، الصّديق العملي الوحيد الباقي لنا تقريباً، في الوقت الراهن، لأن الكلام اللّبناني لن يتجاوز الخطوط الحمراء، كما فعل رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان. كما أن أفرقاء السلطة، وبعد أن يكونوا دافعوا قليلاً عن ممارساتهم أمام ماكرون، سيقومون بمراضاته حالاً، عبر إبلاغه بالموافقة على إجراء انتخابات نيابية مبكرة، كهدية من بيروت لباريس على جهودها الكبيرة في الملف اللّبناني”.

ورطة

وأشار المصدر الى أن “الإيرانيّين في ورطة حالياً، إذ إن النظام والواقع الإنتخابي الأميركي يمنع تأكيد فوز المرشّح الدّيموقراطي جو بايدن منذ الآن، فيما لا يمكن الرّكون الى استطلاعات الرأي، ولا الى بعض المواقف والتقديرات. وهذا ما أجبر طهران على قبول الـMini تسوية قبل “الرئاسية” الأميركية، لأنه إذا فاز ترامب بموازاة الجمود مع إيران منذ الآن، فإن ذلك سيسمح للرئيس الأميركي بإطلاق يده في ضربها بعد فوزه، حتى على الصعيد العسكري المباشر ربما”.

وختم: “حتى ولو فاز بايدن أيضاً، الورطة الإيرانية ستستمرّ لأن الـ establishment الأميركي وصل مع ترامب الى مرحلة من التشدّد تجاه طهران، لا يُمكن لبايدن أن يتراجع عنها إذا فاز (بايدن) بالرئاسة. وهذا “الستاتيكو” من القسوة لكسرها سيتحكّم بعمل بايدن أيضاً، لأنه أساسي لحفظ المصالح الأميركية في الخليج والشرق الأوسط، ولا سيّما بعد وضع الصّين في أعلى قائمة الإهتمامات الأميركية مستقبلاً”.

زر الذهاب إلى الأعلى