
كتب جان زغيب
التغيير الحقيقي لا يُقاس بالخطوات الأولى، ولا يُنتظر من داخل المنظومة التي كرّست الخراب واسترسلت في ممارساته. بل إنّ التغيير يولد من مكان آخر… من الناخب الجديد، من ذاك الشاب الطموح الذي لم يرث عقدة الخوف، ولم يرَ في الزعيم صنمًا يُعبد. شباب يسعى إلى وطن تُحكم مؤسساته بالقانون لا بالوساطات، ولا يُستباح فيه القضاء لحماية الزعران، ولا يُدار فيه الأمن لصالح الأقوياء على الضعفاء.
جيل جديد لا يقبل أن يكون رئيس الدائرة حاكمًا بأمره، يوزّع الحقوق بحسب المحسوبيات والانتماءات. لا يقبل بالاستنسابية، ولا يخضع للاعتباط.
إنه جيل لبنان القادم. جيل تسلّح بالعلم، وامتلك أدوات التطوّر، واستقلّ ماديًّا ومهنيًّا عن ذلّ “الشحادة السياسية” التي أرست قواعدها الأنظمة المتعاقبة منذ العهد العثماني حتى اليوم.
إنه الجيل الذي لم يَعُد يُخدع بمشاريع ترقيع الطرقات، ولا يلهث خلف مناسبات موائد الخطابات الفارغة. هذا الجيل لا يُقنعه حديث إنمائي مضحك وسفيه مثل ترقيع او شاحنة ام تفاهة للقول بأننا نعمل بل يسعى إلى مشاريع بحجم وطن، إلى رؤية تنموية شاملة، إلى دولة تحترم عقول مواطنيها لا تستخفّ بها.
قانون الأكثرية الذي كان يساوي بين البشر والقطعان، قد سقط. وما من قوة قادرة على إحيائه في ظل صعود وعيٍ جماعيّ لا يُشبه الماضي، ولا يرضى بأن يُدار المستقبل بأدوات الصدفة والمحاصصة.
هذا التغيير آتٍ… لا من قصر، ولا من منبر، بل من صندوق الاقتراع حين يُمسكه شاب لم يعد يخاف، ولم يَعُد بحاجة إلى أحد. لم يعد يسمع لشعارات بالية خصصت للزعماء وابنائهم ملايين الدولارات والعقارات ومن يهتف لهم يركض من مستشفى الى اخر نحو الموت دون علاج.
فليخجل اهل التطبيل لانهم قتلوا حلم وطن من اجل غاياتهم بشعارات تحاكي حاجة الشعوب.
فليخجل من يستمر دون علم وفكر وتطوير ويسأل لاحقا لماذا “الاشغال توقفت” و “البلد واقف” و”الفقر يتغلغل” و”الفواتير تكسر” و الحلول تنعدم والجرائم ترتفع و….
*جان زغيب*
*خبير بالإعلام الذكي والتواصل الاستراتيجي مع الشركات*
*ناشر ورئيس تحرير منصات اخبارية*
www.facebook.com/share/15yGR31MpE/