“بروباغندا اليخوت” تهدد مساعدات أوكرانيا.. ما قصتها؟

برز في الصراع الروسي الأوكراني سلاح خطير تتخطى فاعليته أرض المعركة الفعلي، ولجأ إليه الطرفان عبر وسائل الإعلام الرقمية، وعبر منصات التواصل الاجتماعي، للتأثير على الرأي العام وتشويه صورة الطرف الآخر، وهو ما يعرف بـ”البروباغندا”.
وتم استخدام هذا السلاح الخطير مؤخراً من قبل أحد مشاة البحرية الأميركية السابق الذي يعيش الآن في روسيا، حيث غذّى شائعات حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي وزعم شراءه اليخوت الفاخرة بأموال المساعدات الأميركية.
لكن رغم الادعاء الخاطئ، كانت مؤامرة التضليل ناجحة، حيث بدأ الأمر عبر الإنترنت وردده أعضاء الكونغرس الأميركي الذين يتخذون قرارات حاسمة بشأن الإنفاق العسكري.
وزعمت الشائعة أن زيلنسكي دفع 75 مليون دولار لاثنين من اليخوت، بحسب تقرير نشرته شبكة “بي بي سي” البريطانية.
موقع في واشنطن مع جذور في روسيا
فقد ظهرت القصة لأول مرة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك على قناة “يوتيوب” غامضة تحتوي على عدد قليل من المتابعين ومقطع فيديو واحد فقط.
وفي اليوم التالي تم التقاط الفيديو بواسطة موقع يسمى DC Weekly، إلى جانب صور لليخوت، تسمى Lucky Me و Lechany، وتؤكد الوثائق ببيع القوارب إلى زملاء زيلنسكي.
لكن سماسرة اليخوت الفاخرة أكدوا أن مزاعم البيع غير صحيحة، لافتين إلى أن مستندات المبيعات مزورة، مؤكدين أن اليختين لا يزالان معروضين للبيع.
وتطرق الموقع المدعو DC Weekly إلى مصادر متعددة لإثبات صحة رواية اليخوت عبر منصات متعددة، مع ذلك فإن الموقع ليس كما يوحي اسمه فهو ليس مجلة أسبوعية ولا يوجد في العاصمة الأميركية واشنطن.
وأظهرت الأبحاث التي أجراها دارين لينفيل وباتريك وارن، وهما باحثان في مجال المعلومات في جامعة كليمسون، أن الموقع قد بدأه شخص يدعى جون مارك دوجان، وهو ضابط شرطة سابق في الولايات المتحدة من ولاية فلوريدا وانتقل إلى روسيا في عام 2016.
وأمضى دوجان ثلاث سنوات كنائب في مكتب مقاطعة بالم بيتش، ثم بعد مغادرته في عام 2009، بدأ موقعا على شبكة الإنترنت ينشر شائعات حول أرباب عمله السابقين.
ومنذ انتقاله إلى روسيا، بدأ التعريف عن نفسه كصحافي يغطي الصراع الأوكراني، وينشر عدداً من الادعاءات الخاطئة التي لا أساس لها، وعلى سبيل المثال أن روسيا كانت تحاول تدمير مختبرات الأسلحة البيولوجية.
قصص مزيفة
كذلك اكتشف الباحثون أن الموقع مليء بالقصص الإخبارية التي تم نسخها من مواقع أخرى وإعادة كتابتها بواسطة محركات الذكاء الاصطناعي حيث يحتوي على مراسلين بأسماء مزيفة.
وأحيت قصة اليخوت المخاوف المتعلقة بانتشار الفساد في اوكرانيا، والتي كانت مشكلة طويلة الأمد في البلاد، لكنها ركزت على قصص الفساد غير الصحيحة.
لكن مع قصة اليخوت، يبدو أن الأشخاص الذين يقفون وراء موقع DC Weekly قد حققوا مستوى من النجاح مع تكرار مزاعمهم من قبل بعض أقوى الشخصيات السياسية في الكونغرس الأميركي.
وقال أعضاء بارزون من مجلس الشيوخ الأميركي يوم الثلاثاء إن المجلس لن يصوت على اتفاق لزيادة المساعدات المقدمة إلى أوكرانيا قبل بداية العام