مقرّ “اليونيفيل” منبر للإستنكارات

كتب رمال جوني في نداء الوطن
ما زال الغموض يلفّ حادثة الاعتداء على دورية للكتيبة الإيرلندية في العاقبية، وسط تعدّد الروايات والسرديات حول ما حصل. بالنتيجة، قتل جندي وجرح ثلاثة آخرون، من أطلق النار؟
أسئلـة كانت محـور اللقاءات والحوارات في الناقــورة حيث تحوّل مقرّ اليونيفيل منبراً للإستنكارات والإدانات المحلية والخارجية، وكان أبرزها موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. كما أنّ مسارعة «حزب الله» الى إدانة ورفض ما حصل، إنّما تندرج في إطار التأكيد على أن لا تغيير في مسار العلاقة مع قوات الطوارئ وفق القرار 1701، وإن كان ثمة توجّه غير معلن باعتراض أيّ دورية تدخل منطقة خارجة عن نطاقها.
بطبيعة الحال، نفضت الأحزاب يدها ممّا حصل، غير أنّ الكل يعرف أنّ لها عيوناً في كل مكان، ما يعني أنّ ما حصل بات معلوماً بالنسبة لها بكل تفاصيله، خاصة وأنّ قرى الجنوب واقعة في قبضة هذه الأحزاب، ولا يحصل شيء الّا بمعرفتها، غير أنّ اللافت هو سعي الأهالي في البلدة والبلدات المحيطة إلى عدم تحميل الأمور أكثر مما تحتمل.
إذاً، إتّخذت حادثة الطوارئ منحى رسمياً بانتظار ما سيرشح عن التحقيقات، وسط تساؤلات عما اذا كانت الحادثة مقدّمة لمزيد من الحوادث المماثلة؟
أسئلة سيطرت على أحاديث الأهالي في البلدات الجنوبية التي تتعايش مع قوات الطوارئ منذ سنوات طويلة، حالة استنكار عامة تسيطر على أهالي المنطقة، لم تحصل حوادث مماثلة سابقاً، العلاقة بين الأهالي وقوات الطوارئ وطيدة، والأهمّ أنّ حضورها يعزّز الدورة الإقتصادية فيها، هذا عدا المشاريع الانمائية المتعدّدة التي تقدّم لبلديات القرى وكان آخرها مواد كهربائية لشبكة الإنارة في بلدة العديسة.
إعتاد أهالي الجنوب على وجود جنود اليونيفيل، قامت بينهم علاقة ودّ، فهم يرتادون المحال والمقاهي والمطاعم، باتوا بمثابة «bonus» إقتصادي لهم، فحضور الطوارئ يعزّز الحركة التجارية والإقتصادية، عدا الخدمات الصحّية والاجتماعية والانمائية التي يقدّمونها، ما دفع بكثير من القرى الخارجة عن نطاق الطوارئ للقول إنّهم في «مهد عيسى»، يكفي أنّ الحركة الانمائية لم تتأثّر كثيراً بفعل الأزمة الحالية، حتى البلديات ما زالت ناشطة بفعل تقديمات القوات الدولية، أحد لا ينكر هذا الأمر، بل يعتبرون «الطوارئ» جزءاً من تركيبة القرى.