أخبار الانتخابات

لِم لا ينتخب إبن ال18 عاماً في لبنان ؟

كتبت دكتورة لوريس الراعي (استاذة في الجامعة اللبنانية، وباحثة اجتماعية) في منصة جديدنا

خاص – النظام السياسي في أي دولة من دول العالم يسعى إلى إعادة إنتاج ذاته ، عبر التشريعات والقوانين وآليات الرقابة ( الفاعلة أو غير الفاعلة ) ;وكذلك لبنان الذي ” توافق ” على الديمقراطية التعددية ، وعلى حق ( أو واجب ؟) الإقتراع بدأً بسن ال21 عام .

ولماذا لا يكون في سن الرشد ، أي في سن ال18عاماً؟
-ألأن ” أولاد ال18 “هم قوة للتغيُّر ، قد يراهن عليهم بعض المغامرين ، للوصول إلى المجلس النيابي ، ويربحون رهانهم ، لأن عدد هذه الفئة كبير نسبياً ، وهم سيتحمسون كثيرا في تجربتهم الإنتخابية الأولى ، و ” سيجيِّشون ” لها إمكاناتهم ؟

-ألأن المؤسسات التي تُعنى بالتنشئة الاجتماعية ، ومن بينها التنشئة السياسية ، للشباب دون ال18عاما ، قد عجزت عن جعلهم مواطنين ، لذلك تتركهم الدولة ثلاث سنوات للمراقبة والاختبار قبل الإختيار ؟
-ألأن إبن ال18 مثالي ، وهو لن يمتثل لإرادتنا ( كعائلة متشاركة مع الطائفة ، وطائفة متساندة مع السياسي ، وسياسي متضامن مع النظام السياسي كما هو ) وسينتخب من يريد ، ويضرب قيمنا الإنتخابية اللبنانية ؟
-ألأن الذين يهتمون بالشأن السياسي ، مع تضخم الشأن المعيشي واليومي ، وهم في سن ال18 قلائل يُوعَدون بالخير ، وفي الدورة المقبلة تحلّ الأزمة بشكل تِلقائي إذ يُصبِحون هم ذواتهم في الحادي والعشرين ، وما فوق ؟
-ألأنها معلومة معروفة ، وإن كانت غير معلنة ، بأن هذه التركيبة السياسية ” المتمترسة ” وراء الطائفي والمناطقي والطبقي ، مرفوضة ممن هو في سن الثمانية عشر عاما الذي سيرفض ، أيضا ، مبدأ التوريث والتحصيص( من حصة )…بينما إبن ال21 ، وما فوق ، يكون قد جرّب منافع ” الوسيط ” (السمسار ) السياسي واستوعب تحركه الأخطبوطي ، ووافق على أن ” يحطّ عقله في رأسه ” ، وعلى أن” يُشَنكِل ” والده ، أو غيره ، ويذهبان إلى طلب الوساطة من الكبيرة حتى الصغيرة …ومن لم يُعجبه هذا السيناريو ، وظلّ يَصِرّ على قيم الكفاءة والقانون ، ” يهِجّ ” في دنيا الله الواسعة ويزيد في خريطة الإنتشار اللبناني ؟
لو كنتُ ” نائبة ” في المجلس النيابي اللبناني ، كنتُ سألهف ، بالتأكيد ، إلى ضمان استمرار الحال ، وسأقترح ، عندها ، جعل الحد الأدنى للإقتراع 24 عاما…وبذلك أضمن 100% إعادة الإنتاج ، الذي لا يطمح إلى أكثر من ” اقتسام الجبنة ” وضمان مقعد ( أو أكثر ) من السلف إلى الخلف .

زر الذهاب إلى الأعلى