ماذا فعلت زوجة رئيس الحكومة ؟؟؟

جديدنا – ماذا فعلت زوجة رئيس الحكومة؟ واي منزلق انزلقت؟ لقد قالت ان الصبايا الجالسات في بيوتهن يمكنهنّ ان يشكّلن حلا لمشكلة العمالة المنزلية والشباب يمكن ان يعملوا في محطات الوقود وغيرها من تلك المصالح التي تستقطب العمالة الوافدة .
طبعاً هناك مشكلة في هذا الكلام انه يصنف العمل المنزلي على انه عمل مخصص للنساء. غير ذلك ماذا؟
لقد تراوحت التعليقات والاعتراضات بين ان الزوجة والزوج يعملان بدوامين ولذلك يستأجران العمالة المنزلية وبين ان الشباب قد دفعوا الغالي والرخيص ثمن شهاداتهم لا ليعملوا خدماً في البيوت.
حسناً هناك اكثر من زاوية يمكن الدخول منها الى هذا النقاش ونبدأ بالسؤال التالي:
هل العمالة المنزلية محصورة بأولئك الذين يعملون زوج وزوجة بدوامين؟
الجواب الواضح هو لا كبيرة! نحن اللبنانيون نعرف بعضنا، العمالة المنزلية هي جزء من ثقافة قبل ان تكون حاجة “بنتي ما رح تفوت عبيت ابنك الا والخادمة قداما”.
العاملة المنزلية هي مقتنى تعكس ضمن العقلية الاستهلاكية الميل للتموضع الاجتماعي من خلال رموز الثروة وليس الثروة بذاتها: السيارة، الساعة، الهاتف والسفر وغيرها الكثير ومنها العاملات في الخدمة المنزلية.
وهذه العاملة يجب ان تكون اسيوية ضمن نفس العقلية، لأن اللبنانية او العربية حتى لو قبلت بنفس الاجر فهي لن تقبل بدرجة العبودية والاضطهاد التي تتعرض لها العاملات الاسيويات وربما تنتفض صارخة وتفسد على السيدة جلسة الارجيلة وعلى السيد دق الورق.
العمالة المنزلية يجب الغاؤها كلياً واستبدالها بالخدمات المرنة من خلال شركات او افراد يقدمون خدمات المساعدة بالساعة وهو سوق يمكن ان يستوعب الكثير من اللبنانيبن واللبنانيات الذي نعرف ان الارياف وقاع المدينة مليئة بمن يسعون لعمل وليس بالضرورة للخريجين والخريجات.
ثم نحن نعلم ان الطلاب اللبنانيين يعملون في اوروبا والغرب بالاعمال المنزلية بالساعة وبجلي الصحون ومحطات المحروقات لماذا لا في لبنان؟ نعود الى عقلية رموز الثروة وحصار المجتمع المستند الى الرموز نفسها.
لماذا تنظف السيدة انجيلا ميركل وزوجها منزلهما هل من لبناني او لبنانية مشغولان اكثر من السيدة ميركل؟
لبنان لم يعد قادرا على احتمال امراض الاستهلاك الكثيرة والعمالة المنزلية المرنة يجب تنظيمها بحسب الحاجة الدقيقة: المرض، العمل لساعات طويلة للزوجين بغض النظر عن الوضع الاجتماعي للعائلة. اذا كنت مقتدراً فهذا لا يعطيك حقاً بان لا تعمل على نظافة منزلك.
نظموا مهنة التنظيفات والعمل على المحطات بما يضمن حق وكرامة العامل وستجدون اي مشكلة اجتماعية يمكن ان تساهموا في حلّها.
ولمن انزعجوا من كلام السيدة دياب نصيحة بأن تبدأوا بتنظيف منازلكم. وللسيدة دياب اقول انه في القرن الواحد والعشرين لم يعد هناك وظائف للرجال ووظائف للنساء حتى في رفع الاثقال.
د. بيار خوري – أكاديمي وخبير اقتصادي – خاص جديدنا