“رائحة الكتب: سيرة ذاتية بعبق القراءة”…للمبدع حسن علي أنواري

صدر حديثاً عن الكاتب والصحافي حسن علي أنواري، كتاب «رائحة الكتب: سيرة ذاتية بعبق القراءة»، والذي يتناول فيه المؤلف علاقته بالقراءة والكتب والمكتبات، خلال مختلف مراحل حياته الدراسية والمهنية.
وقدّم للكتاب سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة، ورئيس مكتبة قطر الوطنية، قائلاً: الكتاب ليس مجموعة أوراق جامدة، بل هو انعكاس لفكر وحوار لهذا الفكر عبر قراءة الكتاب، ولكل كتاب شخصيته الذاتية التي تجعله مختلفاً عن غيره، ويترتب على العلاقة معه طعم جديد، وإضافة جديدة للمعرفة يختلف عما عداه من الكتب».
ويقول الكاتب حسن علي أنواري في مقدمة الكتاب: «لا تفوح من الكتب الروائح الحسية فقط، فثم هناك معنوية تلامس الروح والقلب، ولا يشعر بها إلا عشاق الكتب، فهناك عبق معرفي يفوح من الكتاب يدخل القلب قبل العقل، ويعيش القارئ حالة من السعادة الفكرية عند اكتسابه المزيد من المعارف والمعلومات الجديدة».
يتألف الكتاب من ثلاثة فصول، حيث يأتي الفصل الأول بعنوان «قصتي مع الكتب»، ويبرز فيه المؤلف البدايات الأولى لعلاقته بالقراءة والكتب، بدءاً من الطفولة التي كانت حافلة بشغف المطالعة واستكشاف الكتب، وكيفية لعب مكتبة المدرسة دوراً حيوياً في ترسيخ هذه العادة الممتعة، التي كانت تحفل بالكتب من مختلف الاختصاصات، والتي استهوت المؤلف بشكل كبير. كما أن القراءة لا تشمل فقط الكتب، ولكنها، لدى الكاتب تشمل أيضًا قراءة الدوريات والمجلات، التي كانت تمثل عالماً من التسلية والمتعة.
وفي المرحلة الجامعية، ازداد تعلق الكاتب بالقراءة، مع توسع الآفاق المعرفية، فكانت مكتبة جامعة قطر هي المكان المفضل للكاتب لقضاء الساعات الطويلة، ولم تشهد غيابه يوماً طوال السنوات الأربع التي درس فيها. أما القراءة في الحياة المهنية للكاتب، صحافيًا ومدرسًا، فقد جاءت لتكون ضرورة ومتطلبًا من متطلبات العمل، وخير زاد للساعي إلى تطوير مهاراته وتنمية ثقافته في مجال عمله.
أما الفصل الثاني من الكتاب فيأتي بعنوان «القراءة .. حياة»، ويستعرض فيه الكاتب مجموعة من الأمور المتعلقة بدور القراءة في تعزيز الصحة النفسية، وتطوير الذات، وشحذ الأذهان والتفكر، مستشهداً بعدد من الدراسات العلميّة التي تناولت هذه الجوانب، ومساهمة القراءة في نجاح الكثير من الشخصيات في العالم، وكيفية مساهمتها أيضًا في اختراعهم للمنتجات، وتفوقهم في الحياة العملية.
ويصطحب الكاتب في الفصل الثالث «جولة في مكتبتي»، القارئ إلى شذرات وخواطر من الكتّاب العالميين الذين استهوتهم القراءة والكتب، كـ«البرتو مانغويل» الملقب برجل المكتبة، وما كتبه عن علاقته بهذا المكان في مختلف الأوقات، والعادات التي صاحبته في القراءة. كما يتطرق الفصل الثالث إلى قصة نشأة الكتابة عبر «ألواح سومر»، التي وصفها عالم الحضارة السومرية «صوميل نوح كريمر» بأنها إنجاز كبير ومذهل لعلوم القرن التاسع عشر وللإنسانية»، لتكون المفتاح الذي ينقل للأجيال المعارف والعلوم.
الكاتب البرازيلي الكبير «باولو كويلو»، يحضر بقوة في مكتبة الكاتب حسن علي أنواري، حيث مثل أسلوبه السردي الفريد دافعاً له لاقتناء وقراءة رواياته كلما نزلت في الأسواق، كما أن رواية «آلام فيرتر» للفيلسوف الألماني يوهان غوته، فهي من أعظم الروايات الرومانسية التي مرت عليه، فهي غنية بالبلاغة الشعرية واللغوية و«تدخل القلب دون استئذان».