Jadidouna the News

ضعف المناعة يُهدّد اللبنانيّين هذا الشّتاء… أهلاً بـ”كورونا” وأخواتها

فيما ينشغل العالم بمحاربة ومكافحة فيروس “كورونا”، ها هم اللبنانيّون يعاصرون سلسلة أزمات لا حول ولا قوّة لهم عليها، وليس “كورونا” إلا فصلاً صغيراً من فصولها التي يبدو أنها لن تنتهي في المستقبل القريب.

قد يبدو أن فيروس “كورونا” والازمة الاقتصادية يسيران على خطّين متوازيين أشبه بنفقين مظلمين في لبنان، ولكنّ الواقع هو أن الكارثتين تتقاطعان تقاطعاً كارثيّاً ما ينذر بخريف وشتاء لم نشهد لهما مثيلاً، فشحّ الاموال في جيوب اللبنانيّين ينعكس على صحّتهم وسلامتهم خصوصاً لناحية تأمين الغذاء والادوية التي تُحصّنهم الى حدٍّ ما في وجهٍ أمراضٍ وفيروساتٍ كثيرة قد تكون علاجاتها بسيطة، وتتمثّل بتناول وجبات متوازنة والحصول على بعض الفيتامينات والمُكمّلات الغذائية التي يحتاجها جهاز المناعة لتعزيز الصحة، لانه، وبكلّ بساطة، عندما تكون المناعة قويّة فإنها تقي الجسم من الامراض والفيروسات التي يُمكن أن تهاجمه.

ويجمع الاطباء والعلماء على أنّ جهاز المناعة هو خطّ الدفاع الاوّل عن الجسم خصوصاً في حربه ضدّ “كورونا”، لذلك يلجأ العديد من الاشخاص الى حماية أجسامهم ومدّها بالقوت والمكمّلات الغذائيّة اللازمة، ولكن في لبنان أصبح هذا الامر أشبه بمهمّة صعبة في ظلّ الازمة المعيشيّة والاقتصادية…
فهل عاينتم أسعار الخضار والفاكهة التي ترتفع بجنون؟ هل قصدتم صيدلية بهدف شراء بعض الفيتامينات الضرورية قبل فصل الشتاء؟ وماذا عن أسعار العصائر؟ الدجاج والبيض واللحوم “المدعومة” شبه مقطوعة… أمّا منتجات الالبان فحدّث ولا حرج عن أسعارها! فكيف إذن سيحصل اللبنانيّون على غذاء سليم؟ كيف سيحاربون الفيروسات التي تنتظرهم؟ وهل سيستطيعون شراء الادوية البسيطة لعلاج نزلات البرد والانفلونزا الموسميّة مثلا؟ هل سيجرؤون على زيارة طبيب بعدما ارتفعت التسعيرة؟ وإن فعلوا ذلك، كيف سيتمكّنون من شراء لائحة الادوية الطويلة من الصيدليّة؟ أضف الى ذلك أنّ التوتّر والقلق يضعفان جهاز المناعة بشكلٍ كبيرٍ، وهما حالتان شائعتان جدّاً في لبنان في ظلّ الضغوطات الكبيرة التي يتحمّلها المواطنون… فماذا بقي لدينا من سلاحٍ ذاتيٍ نحارب به “كورونا” وأخواتها؟

أسئلة لم يخطر في بالنا يوماً أن نطرحها على أنفسنا، باتت حديث الناس في كلّ مكان، “كورونا” ليس الوحيد الذي سيفتك بما تبقّى من لبنانيّين هذا الشتاء، فأمراض وفيروسات عديدة تتربّص بناـ وتبقى أمنية وحيدة تُخالج البعض في سرّه… ليتهم يصنعون كمّامات لعيوننا لانها لن تقوى على تحمّل ما ستراه!
mtv

زر الذهاب إلى الأعلى