featuredاخبار لبنان - Lebanon News

اتحاد حماية الأحداث حرّر 25 طفلاً إفريقيّاً من شقة في الجديدة

النهار
في قصة من أروع قصص النجاح التي يتمّ فيها إنقاذ 25 طفلاً قست عليهم الحياة وظروفها، يسجّل “اتّحاد حماية الأحداث في لبنان” إنجازاً إنسانياً مميّزاً بفضل حنكة مندوبة الاتحاد – مكتب بعبدا، وإصرارها على متابعة الملف بكلّ سرّية، وبدعم وتغطية قانونيّة.

يأكلون، ويشربون، وينامون، وتأتي أمّهاتهم العاملات لزيارتهم مرّة كلّ شهر، أو مرّة كلّ أسبوع، أو كلّما سمحت لهم ظروف العمل. أمّا الآباء، فلا هم يعرفونهم، ولا هم يعترفون بهم. جالية تنمو تحت جنح الظلام بعيداً من أعين الدولة ورقابتها ومؤسّساتها وبعيداً من القانون.

حضانة منزلية غير مرخّصة، ولا تمتّ إلى أيٍّ من مقوّمات الحضانات وصفاتها، ولا هي دار رعاية منزليّة، بل ربما هي تجارة تحت شعار الرحمة وعدم ترك أيّ طفل دون منزل.

الحضانة تتكوّن من غرفة واحدة في منزل مؤلّف من غرفتين وصالة ومطبخ يقع في حي هادىء. في المطبخ أدوية كثيرة مختلفة، في الخزانة علب حليب مكدّسة، ورضاعات للحليب مكدّسة في علبة على المجلى. أمّا في غرفة النوم فتلفزيونات بشاشات كبيرة، موضوعة في صناديق معلّبة، ما يُعطي انطباعاً بأنّ صاحبة الشّقة “مدعومة مادياً” بشكل واضح.

وحده باب غرفة الأطفال الخفيّ كان مخبّأ خلف اللحافات العالية وأكياس الملابس التي تلامس سقف الغرفة. أصوات الأطفال بدت غير مسموعة بشكل واضح من خلف الساتر، إلّا أنّ مندوبي الأحداث أصرّا على فتح الباب.

وعندما فُتح الباب، شاهدنا خمسة وعشرين طفلاً إثيوبياً، بنغلاديشياً، نيجيريّاً… من عمر سنة ولغاية ست سنوات، يجلسون على شراشف فوق أرض الغرفة، حيث توجد خزانة تحتوي على حقائب فيها ملابس.

على الفور، تمّ اقتياد صاحبة الشقّة للتحقيق معها، كما تمّ استدعاء كامل فريق عمل بعبدا في الاتحاد لمؤازرة المندوبين في الشقة، الذين التزموا البقاء مع العاملات الأجنبيات الثلاث اللواتي يعملن في الشقة مع الأطفال لحين إنجاز المقتضى القانونيّ.

من بعد ذلك، حضرت قوى الأمن إلى الشقة مجدّداً، وتمّ إخلاء الشّقة وتسليم الأطفال بموجب محضر وانتقالهم من الشقة إلى مؤسّسات رعائيّة تعلوها الرحمة والمحبة.

يُشار إلى أنّه تمّ نقل الأطفال من دون أيّ تصوير، ومن دون أيّ ضجّة إعلامية أو فضائح. لكن المتابعة القانونية والادّعاء على صاحبة المشروع التي لا تعرف أسماء الأطفال، ولا حتّى أرقام ذويهم، هو ما سيتمّ العمل عليه في الأيّام المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى