الشرق الاوسط والعالم

12 محطة أساسية خلال 100 يوم من وصول ترامب للبيت الأبيض

خلال 100 يوم من وصوله إلى البيت الأبيض، قلب دونالد ترامب السياسة الخارجية الأميركية رأسا على عقب، وتسبب بتقلبات حادة في الأسواق العالمية، منذ عودته الى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) وتحويله المكتب البيضاوي مسرحا لسلسلة أحداث غير معهودة.

فقد فرض ترامب خلال 100 يوم له في البيت الأبيض سياساته الخاصة، فقوّض التحالفات الأميركية وهدد بضم أراضٍ وقلب النظام الجيوسياسي الدولي رأسا على عقب.

من فرض رسوم جمركية شاملة على دول صديقة وعدوة، مرورا بتهميش الأوروبيين، وصولا إلى خفض المساعدات الخارجية، حاول الرئيس الأميركي فرض رؤيته تحت شعار “أميركا أولا” على العالم.

في الموازاة، قدم الرئيس الجمهوري البالغ 78 عاما نفسه على أنه “صانع سلام” مشدداً على رؤيته لتحقيق “السلام من خلال القوة”. كما لم يتردد في دخول مفاوضات غير مسبوقة، مثل تلك التي أجراها مع روسيا وإيران.

وفي ما يأتي محطات أساسية في الأيام المئة الأولى من الولاية الثانية للرئيس الجمهوري في رئاسة الولايات المتحدة.

1- مراسيم اليوم الأول
يوم تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني)، وقّع ترامب 26 مرسوما رئاسيا، وهو عدد قياسي. رسمت قرارات اليوم الأول مسار سياسته، اذ قام من خلالها بسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، والعفو عن مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في مطلع العام 2021.

2- “ريفييرا الشرق الأوسط”
وخلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الرابع من فبراير (شباط)، قال ترامب إن غزة يمكن أن تصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”.

وأعلن الرئيس الأميركي خطة تسيطر بموجبها بلاده على القطاع المدمّر جراء الحرب بين إسرائيل وحماس وتعيد بناءه، على أن يتم نقل سكانه الذين يتخطى عددهم المليوني شخص الى دول أخرى خصوصا مصر والأردن. وأثار هذا المقترح إدانات عربية ودولية واسعة.

3- خفض التكاليف الفيدرالية.. وابن ماسك أمام العدسات
انضم إيلون ماسك، أغنى أغنياء العالم، إلى ترامب خلال مؤتمر صحافي في مكتبه في 12 فبراير (شباط).

ردّ ماسك الذي أوكل إليه الرئيس الإشراف على هيئة مستحدثة مهمتها خفض التكاليف الفيدرالية وتقليص حجم القطاع الحكومي، على الانتقادات بشأن نقص الشفافية في عمله وتضارب المصالح المحتمل. وهو أدلى بمواقفه بينما كان ابنه “إكس” يلهو ويثرثر في المكتب البيضاوي.

4- 90 دقيقة مع بوتين
وفي 12 فبراير (شباط)، أنهى ترامب عزلة فرضتها الدول الغربية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ عام 2022 على خلفية حرب أوكرانيا، وأجرى معه محادثة هاتفية امتدت 90 دقيقة.

تبع ذلك اتصال ثانٍ في 28 فبراير (شباط)، وسلسلة من اللقاءات بين مسؤولين أميركيين وروس تهدف للبحث عن تسوية للحرب في أوكرانيا، غابت عنها كييف وحلفاؤها الأوروبيون. وأسفر التقارب بين واشنطن وموسكو عن عمليتي تبادل سجناء بين الطرفين.

5- قمة أميركية روسية بالرياض
عُقدت القمة الروسية الأميركية في 18 من فبراير (شباط) في قصر الدرعية شمال غربي الرياض، وناقشت قضايا عديدة بينها الحرب الروسية في أوكرانيا.

ووصف الجانبان المباحثات بالجيدة والمفيدة.

وأتت تلك القمة بعد اتصال أجراه ترامب ببوتين، ناقشا خلاله العلاقات بين البلدين، والملف الأوكراني.

6- مشادة وتحجيم لزيلينسكي
وفي 28 فبراير (شباط)، وجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه هدفا لهجوم كلامي حاد من ترامب وفانس اللذين اتهماه أمام الصحافيين بعدم إظهار الامتنان لواشنطن على دعمها لكييف في مواجهة الغزو الروسي.

واعتبر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر أن “ترامب وفانس يقومان بالمهمة القذرة نيابة عن بوتين”، بحسب تعبيره.

7- مفاوضات مع إيران
أجرت إدارة ترامب مفاوضات غير مباشرة مع إيران، بوساطة عُمانية، بدأت في 12 أبريل (نيسان)، حيث عقدت الولايات المتحدة وإيران، جولتين من المحادثات غير المباشرة، في سلطنة عمان روما، بقيادة المفاوض ستيف ويتكوف، على أن تعقد جلسة ثالثة السبت القادم.

وكان الرئيس الأميركي انسحب أحاديا عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 مع إيران والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران مقابل كبح برنامجها النووي.

وأكد المسؤولون في إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو، مرارا أن الرئيس “يفكر خارج الصندوق” وأنه “الوحيد” القادر على قيادة هذه المفاوضات.

8- فانس وأوروبا
أثار نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس صدمة بين القادة الأوروبيين خلال كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ للأمن في 14 فبراير (شباط)، إذ انتقدهم على خلفية ما اعتبره تقييدا لحرية التعبير، وقضايا الهجرة، ودعاهم إلى زيادة الإنفاق في المجال الدفاعي.

وأظهر موقف نائب الرئيس، إضافة إلى تصريحات مسؤولين آخرين، أن التعويل في القارة على الدعم الأميركي لأوروبا عبر الأطلسي قد يكون بلغ خاتمته.

9- حملة على الجامعات
واعتبارا من السابع من مارس (آذار)، بدأت إدارة ترامب بتوجيه اتهامات إلى عدد من الجامعات الكبرى بالتساهل مع ما أسماه بـ”معاداة السامية” لسماحها بإقامة تظاهرات في الأحرام الجامعية، تنتقد إسرائيل على خلفية حرب غزة.

وخفّض ترامب 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي لـ”جامعة كولومبيا” في نيويورك، متهما إياها بعدم توفير الحماية الكافية للطلاب اليهود من المضايقات.

وفي أبريل (نيسان)، أعلنت الإدارة الأميركية تجميد معونات لـ”جامعة هارفرد” بقيمة 2.2 مليار دولار بسبب رفض المؤسسة التي تعد من الأعرق في العالم، الإذعان لمطالب البيت الأبيض.

10- طرد إلى السلفادور
وفي 15 مارس (آذار)، لجأت إدارة ترامب الى قانون يعود الى القرن الثامن عشر، لتبرير طرد أكثر من 200 شخص يشتبه بانتسابهم إلى عصابات، الى سجن شديد الحماية في السلفادور.

وتواجه الإدارة دعاوى قضائية على خلفية هذه المسألة، وصلت إلى المحكمة العليا الأميركية. لكن الحكومة رفضت التراجع عن موقفها، بينما خلص قاض فيدرالي إلى وجود “سبب محتمل” لملاحقة إدارة ترامب بتهمة ازدراء المحكمة في قضية ترحيل مهاجرين غير نظاميين.

11- عين على غرينلاند
رفع ترامب في 26 مارس (آذار) من منسوب تصريحاته بوجوب استحواذ الولايات المتحدة على غرينلاند، الجزيرة الشاسعة المساحة في الدائرة القطبية الشمالية، والتي تتمتع بالحكم الذاتي لكنها تتبع رسميا للدنمارك.

وقال: “نحتاج إلى غرينلاند من أجل الأمن والسلامة الدوليين. نحتاج إليها”، وذلك قبل يومين من زيارة قام بها فانس وزوجته إلى الإقليم.

لقي موقف ترامب انتقادات لاذعة من كوبنهاغن، واقتصرت زيارة نائب الرئيس الأميركي وزوجته على القاعدة العسكرية التابعة لبلاده في الجزيرة.

12- حرب التعرفات
أعلن ترامب في الثاني من أبريل (نيسان) فرض تعرفات جمركية باهظة على العشرات من دول العالم، متهما إياها باستغلال الولايات المتحدة في المجال التجاري.

وفي التاسع من الشهر نفسه، اليوم المقرر لدخول هذه الرسوم حيز التنفيذ، تراجع ترامب بعض الشيء، إذ أبقى على الحد الأدنى الإضافي بنسبة 10% الذي فرضه على غالبية الواردات، بينما علّق الرسوم الأخرى لمدة 90 يوما.

واستثنيت الصين من هذا التعليق، إذ وصلت الرسوم الإضافية التي فرضتها الولايات المتحدة عليها الى 145%، ما دفع بكين للرد برسوم مضادة.

وتسببت هذه الأزمة باضطرابات حادة في الأسواق العالمية وارتفاع سعر الذهب الى مستويات قياسية وتراجع الدولار

زر الذهاب إلى الأعلى