
إنّ الأولوية اليوم هي تحويل الإيجابية والتفاؤل إلى مشروع متكامل كخطوة أولية لإعادة الثقة والنمو. فالقطاع الأول الذي علينا الإتكال عليه هو القطاع السياحي، لأنّه ينهار بسرعة فائقة، لكن ينمو من جديد بالديناميكية عينها. فهل يمكن أن نجعل عام 2025 سنة سياحية بامتياز لإعادة الإستثمارات والحركة السياحية والتجارية في لبنان؟
للمرّة الأولى منذ سنوات وعقود، تتلاحق وترتبط الأعياد، من عيد الفطر المبارك، إلى عيد الفصح المجيد، ومن ثم التحضير لموسم صيف واعد، آملين في ربطه بأعياد نهاية العام. هذا يعني أنّه بقليل من الإستقرار والأمل والثقة يُمكن أن نبني ونحوّل عام 2025 إلى سنة سياحية بامتياز، واستقطاب أكثر من مليونَي مغترب وسائح، وجذب أكثر من 3-4 مليارات دولار إستثمارات وتبادل. لكنّ لتنفيذ هذا الحلم والرؤية، علينا بناء خطة واستراتيجية واضحة مع تنفيذ جدّي، وتدقيق وملاحقة.
للوصول إلى هذا الهدف، علينا بناء تآزر منتج بين القطاعَين العام والخاص، والمجتمع المدني، لنكون جميعاً عاملين في هذه الورشة الأساسية والمهمّة، لتكون سنة 2025 لإعادة الأمل والثقة وحُبّ الحياة من جديد على أرضنا أرض المحبة والسلام.
إنّ التحضير لموسم سياحي مميّز، يبدأ بالتسويق الرقمي الداخلي، الإقليمي والدولي، ويرتبط بالأمن والإستقرار.
كذلك ينبغي تحفيز السياحة البيئية التي تجذب سيّاحاً من كل أنحاء العالم، ليكتشفوا شاطئنا الأزرق وجبالنا الشامخة والخضراء، وهواءنا النقي.
إنّ التحضير للموسم السياحي، يبدأ باستقبال سياحنا من أول لحظة تحطّ فيها الطائرة في مطارنا الدولي، إلى تنظيم الجمارك، حتى مواكبتهم عبر طريق المطار، لاستقبالهم بشعارات المحبة والسلام ولافتات الإستقبال في بلدهم الأم وأرض تراثهم. ومن ثم تأمين البنية التحتية الملائمة من الطرق والكهرباء والإتصالات والإنترنت، وخصوصاً الأمن الداخلي والإقليمي والدولي.
إنّ التحضير لموسم صيف واعد وجذب المستثمرين، يبدأ أيضاً بعروض جذابة بدءاً من بطاقات السفر، إلى الفنادق وصولاً إلى المطاعم والنقل وتأمين أهم حاجاته والخدمة المميزة، فعلى السائح أن يشعر بأنّ اللبنانيِّين ينتظرونه لمصالحته مع أرضه وليس للإستفادة من نجاحاته.
إنّ التحضير لموسم سياحي مميّز، يجب ألّا يكون فقط في المواسم والأعياد، لكن يجب أن يكون طوال السنة باستراتيجية وخطة واضحة ورؤية مشتركة، لأنّ السياحة هي العمود الفقري لإعادة الإنماء والإستثمارات والثقة.
في المحصّلة، إنّ إعادة بناء الاقتصاد تكمن بالتركيز على كل قطاع على حدة، وبناء استراتيجية وخطة واضحة لكل من هذه القطاعات. ففي سنة 2025 علينا إعادة بناء الأمل والثقة وأن نجذب من جديد أبناءنا ومغتربينا وسياحنا، الذين ينتظرون اللحظة المناسبة لإعادتهم إلى أرضهم. لكن علينا أن نتحضّر لنؤمّن لهم حاجاتهم والبنية التحتية الملائمة، ليس فقط لإستقطابهم لكن أيضاً لمواكبتهم من أول دقيقة سيطأون تراب بلاد الأرز حتى آخر لحظة يغادروننا فيها، مع الأمل والحلم أن يعودوا إليها في أسرع وقت.
د. فؤاد زمكحل -الجمهورية