أخبار الانتخاباتالشرق الاوسط والعالم

بعد انباء عن استرجاع رفات كوهين… إسرائيل تردّ

نفت مصادر في الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، صحة الأنباء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حول استعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، الذي أُعدم في سوريا عام 1965.

وصرح المسؤولون العسكريون لصحيفة “جيروزاليم بوست”، أن الأخبار التي ترددت بشأن توصل إسرائيل إلى اتفاق مع فصائل سورية معارضة لاستعادة رفات كوهين كانت “غير صحيحة على الإطلاق”.

وكانت شائعات قد انتشرت صباح الثلاثاء على منصات التواصل الاجتماعي، زاعمةً أن جهودًا إسرائيلية قد أسفرت عن استعادة رفات كوهين بالتعاون مع فصائل معارضة في سوريا.
هذه الأخبار أثارت تفاعلاً واسعًا بين مستخدمي وسائل التواصل، إلا أن الجهات الرسمية في إسرائيل سارعت إلى نفي تلك المزاعم، مشيرةً إلى أنه “لا توجد أي معطيات تفيد بحدوث تقدم في هذا الملف”.

وكانت هذه الشائعات قد جاءت في وقت حساس، عقب حادثة شهدتها العاصمة السورية دمشق، حيث نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصادر سورية، أن مروحية إسرائيلية هبطت مساء الاثنين بالقرب من موقع عسكري في محيط دمشق قبل أن تغادره بعد نحو 20 دقيقة. وبينما لم تعلق وسائل الإعلام الإسرائيلية على الحادث، أثار هذا الأمر تساؤلات حول ما إذا كان له علاقة بالجهود المستمرة التي تبذلها إسرائيل لاسترجاع رفات كوهين.
يأتي هذا التطور بعد أسابيع من التقارير الإعلامية التي أكدت أن إسرائيل تواصل البحث عن رفات الجاسوس إيلي كوهين في سوريا، في ظل الأوضاع السياسية المتقلبة التي تمر بها البلاد منذ سنوات. كوهين كان قد عمل جاسوسًا لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) في الستينات، حيث تمكن من التسلل إلى الدوائر العسكرية والسياسية العليا في سوريا. لكن في عام 1965، تم كشفه من قبل المخابرات السورية، ليُعتقل ويُحكم عليه بالإعدام، حيث أُعدم علنًا في ساحة المرجة وسط دمشق، في واقعة هزت إسرائيل وأثارت غضبها عالميًا.

منذ ذلك الحين، أصبح استرجاع رفات كوهين هدفًا مستمرًا للمسؤولين الإسرائيليين، الذين يسعون إلى استكمال ملف أحد أبرز الجواسيس في تاريخ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي. وتزايدت هذه الجهود في السنوات الأخيرة بالتوازي مع التحولات الأمنية في سوريا، ما أدى إلى تعزيز الأمل باستعادة رفاته عبر وسطاء دوليين ووسائل مختلفة.

استمرار مساعي إسرائيل لإعادة رفات الجاسوس كوهين
في وقت سابق، أفادت تقارير صحفية إسرائيلية أن تل أبيب قد أجرت اتصالات غير مباشرة مع دمشق عبر وسطاء، بهدف تحديد موقع دفن كوهين في الأراضي السورية. كما تم الحديث عن محاولات لاستعادة رفات جنود إسرائيليين آخرين فقدوا في الحروب السابقة، وخاصة في معركة لبنان 1982.

وكانت الصحف العبرية قد أشارت في تقاريرها إلى أن إسرائيل تستغل الوضع الحالي في سوريا، بما في ذلك التوترات السياسية والأمنية، لزيادة فرص العثور على رفات كوهين وأسرى آخرين. ويُعتقد أن هذه الجهود تُعززها الزيارة المفاجئة للمروحية الإسرائيلية في محيط دمشق، التي أثارت العديد من التكهنات بشأن الهدف الحقيقي من هذه الزيارة.

علاقة الحادثة بمساعي إسرائيل للبحث عن رفات كوهين
الحديث عن المروحية الإسرائيلية التي هبطت في محيط دمشق، بعد أكثر من خمسة عقود من وفاة كوهين، يزيد من الجدل حول ما إذا كانت هذه الزيارة هي جزء من المساعي المستمرة لاستعادة رفات الجاسوس. على الرغم من أن الحادثة لم تُعلق عليها وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل رسمي، فإن المراقبين يربطونها بشكل غير مباشر بالجهود الإسرائيلية المكثفة في هذا السياق.

ومع هذا، فإن نفى المسؤولين الإسرائيليين للأنباء المتعلقة بعودة رفات كوهين يعكس أن المفاوضات المتعلقة بهذا الملف ما زالت في مراحلها المبكرة، دون أي نجاح ملموس حتى الآن. ويرجح المحللون أن أي تقدم في هذا الصدد سيكون في إطار اتفاقات معقدة، تشمل دور أطراف إقليمية ودولية عدة.

خلاصة:
على الرغم من الشائعات التي انتشرت اليوم حول استعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، فقد سارعت إسرائيل إلى نفي هذه الأنباء، مشيرةً إلى أن الأخبار المتداولة ليست صحيحة. ومع ذلك، يبقى ملف كوهين واحدًا من أبرز القضايا العالقة التي تشغل إسرائيل، والتي تسعى إلى حلها عبر قنوات متعددة، في ظل الوضع الأمني المتغير في سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى