تهديدات بضربات تهز الشرق الاوسط …الحرب لن تتوقف حتى تصل اسرائيل الى تحقيق هذه الأهداف

كتب جان جورج زغيب
ناشر ورئيس تحرير منصة جديدنا نيوز
قبل بداية الحرب الموسعة على لبنان كان لافتا التقارير والتصاريح التي صدرت من القادة والسياسيين في الاسرائيليين والذي يبشّر بتغيير معالم الشرق الاوسط. ومع ذلك لم يأخذ المسؤولون اللبنانيون هذه التهديدات على محمل الجد بسبب تكرارهم لعبة الكر والفر السياسي وتقاسم المقدرات ولعب ادوار مسرحية على الشعب. وكانوا يرددون تطمينات بالية تأتيهم من أبواق او من دبلوماسيين لا معرفة لهم بقرار الدول العظمى القاضي بإنهاء كل ما يتعب هذه المنطقة من اجل أمن صديقتهم وتأمين ممر آمن للمرحلة الاقتصادية المقبلة خصوصا وان توتال عائدة بشروط الدول المقررة عالميا.
في هذا الوقت، تعرض حزب الله لضربات مؤلمة أولها الخيانة من الداخل الفيلقي ورحيل القادة وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله المطمئن الدائم للحزب والطائفة. وعلى الرغم من أن اسرائيل المصرة على انهاء وجود كل الجهات المسلحة بحسب التقارير لم تفلح حتى اللحظة بمنع الصواريخ المقاومة ونيرانها من استهدافها وجنودها. وما ينذر بتدهور الوضع هي التهديدات المتبادلة بين اسرائيل وايران مع بروز تحذيرات اميركية بأنها لن تكبح جموح حليفتها وهو مؤشر واضح على استكمال مخطط تغيير معالم الشرق.
بكل الأحوال، يشير تسريب المسودّة عن شروط وقف اطلاق النار الى تصعيد خصوصا وان البنود تعجيزية حتى اللحظة لا بل ان المسؤولين اللبنانيين بنظر الدول الداعمة لاسرائيل سيفشلون بتطبيقها وقد يكون التسريب مرتبط بحسب التحليلات بتحضير جدي لانتداب غير رسمي يشرف على تطبيق الاتفاق الجديد القاضي بنزع السلاح من كل الفصائل على الاراضي اللبنانية وتطبيق قرارات مجلس الامن 559 و1680 و1701 مع تلميحات لإبعاد اليونيفيل عن الآلية لاعتبار اسرائيل بأنه لم ينجح بتطبيق القرارات الدولية.
ويصطدم المخطط بآلية التنفيذ خصوصا وان الحكومة غير مستوعبة للنظام الجديد ولأن الدول العظمى لا تثق بالمعنيين وهذا ما ذكر في تقارير سابقة عن وضع آليات وشروط من صندوق النقد الدولي لمنع السرقة وقد ينطبق هذا الامر لاحقا على المطار والمرفأ لضبطهما بشكل تام. كما وان شرط التمويل من الخارج من اجل الاعمار والاستثمار يرتبط بتسوية سلام شاملة في المنطقة. إذا، قد يتم وبحسب المسودة الى تعيين مسؤولين غير لبنانيين لتأمين سير المخططات السابقة والحالية والمستقبلية بجميع نقاطها.
وفي ما يبدو بأن نتنياهو لم يقبل وقف اطلاق النار لتحقيق هدفه الكبير المتمثل بإيران وتوجيه ضربات قاسية لحزب الله الى حين تنفيذ ما خطط له للمنطقة برمتها. ويبقى السؤال الذي نعيده في كل كتاباتنا عن مصير لبنان ما بعد الحرب والنظام الجديد البعيد عن العثمانية السياسية والعمل الحزبي التقليدي وغسل الادمغة ونشر المنتفعين وكل ما أوصل لبنان الى ما نحن عليه اليوم.
جان زغيب
ناشر ورئيس تحرير منصة جديدنا نيوز
متخصص في الاستراتيجيات الاعلامية والتسويق