صيدا في قلب “كتلة ثالثة” من 15 نائباً

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
تراقب صيدا بقواها السياسية والشعبية والأهلية باهتمام بالغ الجلسة النيابية المقرّر عقدها غداً الأربعاء لانتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور دام أشهراً طويلة، لقناعة هذه القوى بأنّ انتخاب رئيس جديد سيكون بداية لوقف الانهيار الاقتصادي والمعيشي والبدء بعملية الإصلاح رغم استبعادها إنجاز هذا الاستحقاق المهم لرأس الدولة.
على المستوى النيابي، حسم نائبا المدينة عبد الرحمن البزري وأُسامة سعد ومعهما نائب جزين شربل مسعد حضور الجلسة، وقال البزري لـ»نداء الوطن»: «سنحضر ولن نساهم بتطيير الجلسة بأي حال من الأحوال، لم نفعلها سابقاً ولن نفعلها اليوم»، مؤكّداً أنّ نوّاب صيدا وجزين الثلاثة وبعض النواب التغييريين والمستقلين اتّفقوا على تشكيل الكتلة الثالثة، مضيفاً «نحن لسنا رماديين، بل لدينا موقف تجاه الاستحقاق الرئاسي الوطني بامتياز». وأوضح أنّ «الكتلة الثالثة ستعيد توجيه البوصلة إلى الهدف الصحيح ذلك أنّ مقاربة الاستحقاق الرئاسي اليوم هي مقاربة التحدّي وعرض العضلات، وتسجيل نقاط لإبعاد مرشحين، ويغيب عنها الهدف الأساسي، وهو العودة إلى الحياة السياسية الطبيعية والعودة التشريعية».
وتوقّع البزري أن يصل عدد الكتلة الثالثة إلى ما يقارب 15 نائباً قبيل جلسة الانتخاب، بعد أن يكون بعض النواب التغييريين والمستقلّين حسموا موقفهم النهائي»، وقال: «عقدنا اجتماعات مع عدّة شخصيات مؤهلة لرئاسة الجمهورية، ولم نتبلّغ من الوزير السابق زياد بارود رغبته في عدم التصويت له في الجلسة. ما زلنا ندرس الخيارات كافة، سواء أكانت اسم مرشح ثالث أو ورقة بيضاء وهي غير محبّبة، أم شعاراً أو عبارة معينة لنُميّز أنفسنا بعيداً عن أي اصطفاف سياسي بدعم هذا المرشح أو ذاك»، مُشدّداً على «وجوب إيجاد صيغة تراعي القواسم المشتركة بين جميع الأطراف في البلد»، رافضاً «فرض رئيس على المسيحيين».
على المستوى الشعبي، بخلاف المرّات السابقة حيث يكون انتخاب رئيس الجمهورية متّفقاً عليه مسبقاً، لم يكن أبناء المدينة يُولون الاستحقاق جُلَّ اهتمامهم، اليوم تغيّرت النظرة وبات ملء الشغور خشبة الخلاص، وفق ما تقول سهام عنتر وهي تُحدّق بلائحة أسعار الثياب المعلقة في إحدى واجهات المحال، قبل أن تضيف «لقد اختنقنا ونكاد نموت من الفراغ والفقر معاً، على النوّاب تحمّل مسؤولياتهم وانتخاب الرئيس فوراً، نريده رئيساً يحمي لبنان من العدوّ ويطبّق خطة إنقاذ وطنية».
في السوق التجارية، تبدو الحركة خجولة على غير عادتها مع بداية الأسبوع، بسبب تمديد إضراب موظفي القطاع العام من جهة، والغلاء وارتفاع الأسعار من جهة أخرى، وبينهما الانشغال بنهاية العام الدراسي والتحضير للامتحانات. يحمل وسام حبال جرساً يدوياً، يُحّرك يده يمنة ويسرة، يُصدر رنيناً وهو يُنادي على بضاعته ويقول «موضوع انتخاب الرئيس يهمّنا ولكن تأمين قوت يومنا وتعليم أولادنا يهمّنا أكثر»، ويؤكد أن في كل الدول تجري انتخابات و»في تنافس وبيطلع رئيس إلا في لبنان، الانتخاب يتحوّل معضلة جديدة».
ويمتدّ الترقّب إلى طلاب الجامعات والثانويات، يتبادلون أطراف الأحاديث عن الوضع الاجتماعي والمعيشي وانتخاب الرئيس، وتتأفّف جنان شامية من الحياة الصعبة، وتقول «ما بهمني من يجي ومين يروح… انا كطالبة جامعية الهَّم عندي كيف أصل إلى جامعتي كي لا أعمل في المواسم الزراعية لأدفع بدل النقل وغيره».
ويحتدم الجدل بين الطلاب في السياسة، هناك انقسام عمودي بينهم، ويقول سلطان الصباغ الذي يدرس العلوم السياسية ويتابع التطوّرات بشغف «على المسؤولين الانتهاء من الخلافات وانتخاب رئيس سريعاً لنبدأ مرحلة جديدة وإلا… على لبنان السلام».
«لا نصاب ولا رئيس ويلي بشارط أنا جاهز، والفطور على حسابي يوم الجلسة»، يقول معروف السنّ، لن يكون هناك رئيس ولا نصاب، والدليل لم تتمّ دعوة الهيئات والشخصيات الدبلوماسية، نحبّ أن يكون عندنا رئيس قوي ويفرض شخصيته بعلمه وخبرته وعلاقاته الدولية ليستطيع إبرام اتفاقات تنقذ بلدنا ولنعيش ببحبوحة».
غير أن أمل الإبريق لم تفقد الأمل، وتقول «نأمل أن يأتي يوم الانتخابات وتحمل صناديق الاقتراع اسم الرئيس الذي يفرض الأمن ويطبّق الخطة الإصلاحية ويحاسب الفاسدين. ربما أحلم ولكنّه طوق النجاة من استمرار الفراغ والانهيار».