دعوات الدوحة على خط بيروت… ماذا في الكواليس؟

يخيّم الإحباط على الشعب اللبناني تحت وطأة أزماته السياسية والاقتصادية المتراكمة والاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان وسط مخاوف من “صيف ساخن” كما جاء على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.
وترتفع وتيرة المخاوف لدى اللبنانيين في ظل عدم ثقتهم بقدرات المسؤولين في البلاد على مواجهة المخاطر الأمنية وسط تقاذف الاتهامات بعدم التوصل إلى حل أزمة الفراغ الرئاسي وما ترتب عليها من مأزق في مسار المؤسسات الدستورية في ظل حكومة تصريف أعمال جل اهتمام رئيسها مؤخراً التبرير بأن هبة المليار يورو من الاتحاد الاوروبي ليست رشوة مقابل ابقاء النازحين السوريين في لبنان على الرغم من تأكيد ميقاتي أن هذه المساعدات غير مشروطة، ولم يتمّ توقيع أيّ اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، ولا يمكن اعتبار لبنان شُرطيًّا حدوديًّا لأيّ دولة.
الخوف والحذر والإحباط وما بينهم يقين لدى اللبناني كأنه “شعب الله المختار” لمواجهة كل هذه المعاناة في ظل طبقة سياسية تتقاذف الاتهامات فيما بينها في كل ما يواجه البلاد ومنها الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وسط اتهام بعض الفرقاء “حزب الله بتوريط لبنان في حرب” لصالح صراع المحاور الذي تقوده ايران.
وسط كل هذه المخاطر، لا يبدو في الأفق أي حل لأزمة الفراغ الرئاسي رغم تفاؤل مصادر دبلوماسية من اللجنة الخماسية عن قرب التوصل الى حل خاصة بعد الدعوات التي وجهتها الدوحة الى عدد من الفرقاء اللبنانيين لمناقشة الملف الرئاسي وأخرهم الزيارة التي قام بها الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعدد من المسؤولين القطريين والتي تم خلالها استعراض الأوضاع اللبنانية والأزمة التي يمر بها لبنان الى جانب الوضع على الساحة الفلسطينية والحرب على غزة والأوضاع المتفاقمة في الضفة الغربية والإعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان.
وفي سياق متصل، كثرت التساؤلات حول الجهات السياسية اللبنانية التي تمت دعوتها الى الدوحة التي تبدي اهتماما كبيرا بالشأن اللبناني وبحل أزماته خاصة بعد ان نجحت في توقيع اتفاق الدوحة، الذي توصلت اليه القوى السياسية اللبنانية شهر أيار العام ٢٠٠٨ وهو الاتفاق الذي مثل نهاية لـ 18 شهراً من الأزمة السياسية في لبنان التي شهدت بعض الفترات منها أحداث دامية.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر رفيعة المستوى لـmtv ان الدعوات الرسمية من قبل دولة قطر وُجهت في جولتها الحالية فقط الى كل من قائد الجيش العماد جوزاف عون ووليد جنبلاط والى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لافتة الى ان جعجع سيرسل النائب ملحم رياشي نيابة عنه الى الدوحة خلال الاسبوع الاول من شهر حزيران القادم.
ونفت المصادر ما تناقلته بعض المصادر الاعلامية ان التيار الوطني الحر يتريث في زيارة الدوحة الى حين إنضاج الأوضاع رئاسياً، مبينة ان التيار الوطني الحر لم يتلق لغاية اللحظة اي دعوة رسمية لزيارة الدوحة.
وأشارت المصادر الى سعي من قبل عدد من الأحزاب السياسية اللبنانية لزيارة الدوحة خاصة بعد الزيارة الناجحة التي قام بها وليد جنبلاط، مشيرة الى ان طلبات بعض الفرقاء لزيارة الدوحة تندرج في سياق الطلب من قطر التدخل لحل الأزمة الرئاسية خاصة في ظل فشل التسويات الداخلية او الحوار بين الفرقاء.
وقالت المصادر: “معظم الفرقاء في لبنان يحرصون على الذهاب الى الدوحة لشكر دولة قطر على الدعم اللا محدود للبنان وخاصة للجيش اللبناني الى جانب دعم قطر الدائم للبنان في المجالين الاقتصادي والسياسي وطلب استمرار هذا الدعم في ظل العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين”.
ويبقى السؤال، هل تنجح الخماسية التي تكلمت عن مدة زمنية في سياق مساعيها لحل أزمة الرئاسة، أما الجواب إن أيار وتموز لناظره قريب.
mtv