اخبار لبنان - Lebanon News

الاستحقاق الرئاسي والخريطة الجديدة للمنطقة

كتب جوني منيّر في الجمهورية

العالم مُنشغل بمتابعة مجريات بطولة كأس العالم والتي تقام في قطر، وهذا طبيعي وهي تحصل مرة كل أربع سنوات وتجذب اهتمام حتى الذين لا يعتبرون أنفسهم من هواة هذه اللعبة، ذلك ان هذا الحدث العالمي اصبح بمثابة «كرنفال كروي» لا يمكن تجاهله ولبنان ايضا لا يشذّ عن هذه القاعدة. فعلى الرغم من ان اللعبة الشعبية الاولى هي كرة السلة وان السلطة اللبنانية تعاطت بكثير من «الكسل» واللامسؤولية مع مسألة تأمين نقل المباريات الدائرة، وعلى الرغم من الاوضاع المأسوية التي يعيشها اللبنانيون، الّا انّ كل ذلك لم يثنِهم عن متابعة هذا الحدث العالمي. هي مناسبة رياضية لكنها تخبئ العديد من «القطب» والاهداف السياسية من دون ادنى شك. وعندما جرى اختيار قطر لتنظيم هذه البطولة، كانت هنالك اهداف متبادلة تختبئ وراء الرياضة ذلك انّ قطر تريد وتسعى لأن ترسم لنفسها دوراً اقليمياً ودولياً مؤثراً وكبيراً، بما يتناسب مع قوتها النفطية.

وفي المقابل، كان لا بد للقوى الدولية ان ترى في إقامة البطولة في احدى دول الخليج العربي فرصة تتماهى مع ما عُرف لاحقاً «باتفاقات ابراهيم». ويروي احد المطلعين بأن بنداً اساسياً كان قد جرى طرحه خلال المفاوضات الجانبية التي واكبت «فوز» قطر، وتركّز هذا البند على التمسك بعدم منع اي فريق او جمهور لأي بلد كان من المشاركة في المهرجان الكروي والواضح ان المقصود كان اسرائيل.

صحيح انه ليس لقطر علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل، لكنها منحت اذناً خاصاً للرحلات الجوية المباشرة وسمحت للديبلوماسيين الاسرائيليين بالعمل لتأمين المتطلبات القنصلية. وعند انطلاق أولى صافرات مباريات «المونديال»، كان عدد الاسرائيليين الذين نالوا تأشيرات دخول قد وصل الى اربعة آلاف، فيما المتوقع ان يصل العدد الى حوالى العشرين الفاً عند اقامة المباراة النهائية. لكن وعلى الرغم من مرور اكثر من سنتين على توقيع «اتفاقيات ابراهيم» مع الامارات والبحرين وما سبقها من اتفاقات سلام مع مصر والاردن والسلطة الفلسطينية نفسها، الا ان احتفالية كرة القدم في قطر اظهرت بوضوح بأنّ قرار السلطات العربية تجاه اسرائيل في مكان والمشاعر والانتماءات الفكرية لشعوبها في مكان آخر. فالشعوب العربية المشاركة على مختلف تلاوينها تعمّدت اظهار رفضها للحضور الاسرائيلي وابداء عدائها لإسرائيل وتضامنها مع القضية الفلسطينية.

زر الذهاب إلى الأعلى