featuredاخبار لبنان - Lebanon News

التاريخ يعيد نفسه… ولبنان سيبقى منفتحا نحو الغرب شاء من شاء وأبى من أبى

جان جورج زغيب – موقع جديدنا الاخباري

اذا عدنا في التاريخ الى مرحلة استعمار الفرنسيين واقتراب استقلال لبنان، نرى المشهدية نفسها اليوم بحيث انقسم اللبنانيون بين من يريد الانضمام الى الهلال الخصيب و”تشريق” لبنان وبين آخرين اتجهوا نحو الغرب لحماية الاستقلال اضافة الى الانفتاح الروحي والثقافي. وقد وضع هذا الانقسام في اطار طائفي خصوصا وان المسلم يعتبر انه امتداد للعالم العربي والمسيحي للعالم الغربي . أتى شعار “وحدة الطوائف اللبنانية ” ليقضي على الانقسام ويوحد اللبنانيين ضمن ميثاق يضمن الاستقلال عن الشرق والغرب معا شرط الانفتاح على الغرب من خلال الثقافة والحضارة الغربية بحيث لا تبقى ثقافة لبنان وحيدة الجانب مثل الدول العربية ويستمر دور لبنان كصلة وصل بين الحضارة الشرقية والغربية. والشرط الثاني الانفتاح على الشرق اقتصاديا.

وللتذكير ايضا ان ميثاق دولة الطائف جاء فيه ان جمهورية مستقلة غير مرتبط بأي دولة أخرى. لبنان ذو وجه عربي ولغة عربية وهو جزء من العالم العربي ذو طابع خاص غير ان لبنان رغم عروبته لا يسعه قطع علاقته الثقافية والروحية بالحضارة الغربية مع الاخذ بعين الاعتبار ان هذا الانفتاح ساعد لبنان على بلوغ درجة من الرقي والتقدم يحسد عليها.

رغم ان هذا الميثاق قد حافظ على وحدة الطوائف اللبنانية بعد انتدابات وحروب وانتكاسات لكنه بالدرجة الاولى حافظ على زعامة السياسيين وتوريثهم ووصول لبنان الى ما هو عليه اليوم.

يعيد التاريخ نفسه دائما من خلال التجاذبات الدينية والعقائدية والسياسية والاقتصادية والمصالح الخاصة وتقع الشعوب ضحية البعض الذي يفضل الخراب على عدم تأدية الواجب بشكل صحيح علما ان كل من أراد الاصلاح يتم تخوينه ومحاربته وتهديده بأن السلم الاهلي بخطر . فيحمي الفاسد داره بالفاسدين حوله والجواري الذين يقتاتون من فتات الموائد.

لبنان لن يتجه نحو الشرق بشكل كامل اسوة ببلدان عديدة اضحت عملاتها كما اقتصادها في خبر كان لانها تعادي دولا لها دورها البارز على الساحة العالمية لان انفتاحه نحو الغرب سبب “شبه استقراره اليوم” والحماية التي كان يبحث عنها المسيحيون  وتخلوا عنها أصبحت في مكانها اليوم لانهم مهددون بالهجرة ليس بسبب سلاح او أعداد بل لأن نمط العيش مختلف عن باقي الافرقاء في الوطن وهم لا يستطيعون الاستمرار بحسب ثقافتهم وتقاليدهم.

بالامس وفي سؤال عن الدعوة لتوجّه لبنان نحو الشّرق وتحديدًا نحو الصّين وروسيا وإيران، قال مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشّرق الأدنى ديفيد شينكر في مقابلة مع موقع “هديل” : “هذه الدّعوة صادمة، فهل يخبرنا أحد عن حجم المساهمات المالية والتقديمات الصينية للبنان؟ كم قدّمت روسيا من مساهمات مالية للبنان؟. الولايات المتحدة كانت في العام 2019 أكثر دولة قدّمت مساعدات للبنان، بأكثر من 750 مليون دولار أميركي كمساهمات اقتصادية وتنموية وأمنية.. كم قدّمت الصّين للبنان للمساعدة في مواجهة فيروس كورونا؟ الولايات المتحدة قدمت مساعدات للبنان بلغت قيمتها 25 مليون دولار لمواجهة كورونا… ماذا قدمت الصين؟ لننظر لجيبوتي كمثل سريع، حيث لم تقدّم الصّين سوى “الفخاخ” والدّيون المرتفعة وعقود الإستثمار غير الشفافة وجميعنا يرى كيف تسعى الصّين للاستحواذ على أي دولة تُقصّر في دفع مستحقات الديون كما فعلت في بعض الحالات حيث استحوذت على المرافئ لمدة 99 سنة.. وقدّمت للعالم عدم الشفافية في موضوع فيروس كورونا.. هذا ما قدّمته الصّين!”.

جان جورج زغيب – موقع جديدنا الاخباري

زر الذهاب إلى الأعلى