featuredاخبار لبنان - Lebanon News

د. روني خليل: هذا ما يحتاجه لبنان لحل الخلاف مع دول الخليج

سبوتنيك – ميخائيل علاء الدين

يرى الدكتور روني خليل، المتخصص في التاريخ الحديث السياسي والاجتماعي للبنان والشرق، أن لبنان بحاجة إلى دولة أو مجموعة من الدول، للعب دور الوسيط في الخلاف بينه وبين عدة دول عربية خليجية، على خلفية تصريحات سابقة لوزير الإعلام جورج قرادحي، انتقد من خلالها دور السعودية والإمارات في حرب اليمن.

وقال خليل، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”، إن “استمرار هذه الأزمة سيكون له تداعيات بلا شك؛ لأن الكثير من العائلات اللبنانية تعمل في دول الخليج، ولديها استثمارات هناك. كما أن الدولار يأتي إلى لبنان من الخارج، وبشكل كبير من الخليج”.

وأضاف، “نأمل ألا نصل إلى قطع العلاقات التجارية وإغلاق الحدود من الطرفين، لأننا أيضا نصدر ونستورد من دول الخليج، خاصة المنتوجات الزراعية ومنتجات النفط”.

وحول آفاق حل الأزمة قال خليل، “نحن بحاجة إلى دولة، طرف ثالث وسيط. واليوم نحن نسمع أن سلطنة عمان تقوم بمساع مشابهة. نحن أيضا نعول على الخارج، إذا يستطيع مساعدتنا للتوفيق بين وجهات النظر، دون اتخاذ موقفا مؤيدا أو معارضا لهذا الطرف أو ذاك. نحن دعاة حياد”.

وتابع الأكاديمي اللبناني، “سلطنة عمان وأميركا والدول الغربية .. أعتقد أن هذه الدول، إذا ما كان لديها الرغبة، تستطيع [حل الخلاف]، ولا يخفى القرار الروسي أيضا، لأنها لاعب مؤثر وأساسي في العلاقات اللبنانية – الخليجية. نحن بحاجة إلى حلول، وننتظر هذه الحلول السلمية لكي تعود العلاقات مع الخليج ومع كل الدول”.

وأردف قائلا، “نحن نرغب في توطيد علاقتنا مع كل الدول، وتحييد لبنان عن كل الصراعات الدولية والإقليمية، لأنه نحن بلد صغير وبحاجة إلى كل الدول. كل الدول صديقة لنا، ونحن بحاجة إلى كل الأحلاف، ولا يجب أن يكون لدينا أعداء؛ لأن هذا البلد صغير مساحة، لكنه كبير بأهله وجيشه”.

واعتبر خليل، أنه توجد لا مصلحة لأحد في انهيار لبنان أو علاقاته الدبلوماسية؛ كون موقعه استراتيجي في المنطقة العربية، والجميع بحاجة لاستخدام مميزاته البحرية والبرية والجوية.

وكانت السعودية والإمارات والكويت والبحرين طردت، قبل عدة أيام، سفراء لبنان لديها وذلك بعد تسليمهم مذكرات احتجاج رسمية على تصريحات قرداحي.
وجاء ذلك، إثر نشر تصريحات مسجلة لوزير الإعلام اللبناني، خلال برنامج “برلمان الشعب” الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية؛ قال فيها، إن جماعة أنصار الله (الحوثيين) تدافع عن نفسها في اليمن ضد “الاعتداءات”.

ورداً على سؤال حول وجود اعتداء سعودي – إماراتي على اليمن قال قرداحي، “أكيد يوجد اعتداء ليس لأنهم السعودية أو الإمارات، ولكن هناك اعتداء، منذ 8 سنوات، وما زال مستمراً”.
ورد قرداحي، في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في سلسلة تغريدات حول الموضوع، بأنه لم يقصد بأي شكل الإساءة للسعودية أو الإمارات؛ موضحاً أن المقابلة أجريت، في آب/أغسطس الماضي، أي قبل شهر من تعيينه وزيراً في حكومة نجيب ميقاتي.

جدير بالذكر، أن السعودية تقود، منذ 2015، تحالفا عسكريا في اليمن، تشارك فيه الإمارات بقوة؛ وذلك لمساندة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لانتزاع العاصمة صنعاء ومناطق شاسعة في البلاد، من سيطرة جماعة أنصار الله وحلفائها.

وتسببت الغارات الجوية للتحالف، والقصف المدفعي والصاروخي المتبادل بين طرفي النزاع الدموي في اليمن، بمقتل وإصابة الآلاف من المدنيين والعسكرين؛ فضلا عن تدمير البنية التحتية للبلاد، ونزوح السكان، وانتشار الأوبئة والأمراض.

وأعرب الخبير عن أمله في ألا يقطع الصراع العلاقات الاقتصادية وانغلاقها ، لأن لبنان يصدر الكثير من بضائعه إلى دول الخليج ويستورد منها ، بما في ذلك المنتجات النفطية. “ساعدت دول الخليج ودعمت عمليات السلام في لبنان في جميع النزاعات العسكرية تقريبًا ، بدءًا من عام 1975 وما بعده ، في إبرام معاهدة الطائف ، التي شكلت نهاية الحرب الأهلية واتفاقية الدوحة في عام 2008 ، والتي لن تؤدي الى حالة حرب دموية جديدة “. من بين أمور أخرى ، تلقى الخليج الفارسي دائمًا مساعدات كبيرة ، حتى مخزن الحبوب الرئيسي في ميناء بيروت ، على سبيل المثال ، تم بناؤه بفضل مساعدة الكويت “.

زر الذهاب إلى الأعلى