بو صعب: الحريري ينوي اعتماد نمط جديد في تشكيل الحكومات وهذا ما لا يقبل به الرئيس عون مطلقاً

هل يمكن القول ان النائب الياس بوصعب حمل إلى بعبدا أمس رسالة تهدئة خليجية، وهذه المرة بصيغة تمنّ على الرئيس لتحديد الاولويات المفترض ان تبقى حاضرة ويعمل على تنفيذها في ما تبقى من عهده الحالي؟
ما قاله بوصعب له دلالات وهي الربط بين المضي حتى النهاية في موضوع التدقيق المالي الجنائي، وتنظيم طاولة حوار للبحث في تطبيق ما تبقى من “اتفاق الطائف”، ليصبح لبنان دولة مدنية فعلية تؤكد هويته العربية وتطبق اللامركزية الإدارية الموسعة، والاهم في كلام بوصعب هو تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية، وفي ذلك اشارة صريحة الى خروج “الوطني الحر” من اي تغطية لـ”حزب الله” في تدخلاته خارج الحدود ان بالعسكر او بالمواقف.
ولفت ايضاً كلام بوصعب الحكومي عندما أشار الى حصرية ان تكون تسمية وزير الداخلية من حق رئيس الجمهورية قائلاً: “سمعت الرئيس الحريري يقول انه على استعداد ان يقترح على رئيس الجمهورية ثلاثة او أربعة أسماء ليسمي منهم الرئيس وزيراً للداخلية، وذلك خلافاً للاعراف والتقاليد التي كانت معتمدة لا سيما بعد “الطائف”، فالرئيس الهراوي رحمه الله هو من سمى وزير الداخلية وكذلك الرئيس اميل لحود والرئيس ميشال سليمان ولم يقترح عليهم احد هذه الأسماء، ما يدل على ان الرئيس الحريري ينوي اعتماد نمط جديد في تشكيل الحكومات، وهذا ما لا يقبل به الرئيس عون مطلقاً”.
ويبدو ان الجميع بدأ يتلمّس جسامة تحريك الخطاب باتجاه مذهبي، خصوصاً ان التجارب القريبة والبعيدة دلّت على ان هذا الخطاب يشعل الشارع الذي من الصعب الامساك به والسيطرة عليه، لذلك نقّب بوصعب عن ايجابية في خطاب الحريري بعدما سبق وقرأ فيه الوزير السابق سليم جريصاتي سلبيات كاملة، ليشير بوصعب الى انه “لمس من كلام الرئيس الحريري إيجابية وهي دعوته الى الابتعاد عن الخطاب المذهبي خصوصاً خلال العمل على تشكيل الحكومة الجديدة، واننا نشجع على ذلك، وعلى إيجاد حلول واقعية للأزمة الحكومية الراهنة”.
والسؤال الذي طرحه مراقبون، “هل بوصعب حمل في كلامه امس من بعبدا وبعد لقائه عون رسالة تهدئة اماراتية قبل وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى ابوظبي التي سينتقل منها الى الرياض؟ وهل الحل الوسط لاستعصاء التأليف الحكومي يكون بترك عون يسمي الوزراء الستة من حصته ومن ضمنهم وزير الطاشناق بلا شراكة او فيتو من احد؟ بحيث يتحول وزيرا حزب الله “الاخصائيين” الى بيضة قبان الحكومة العتيدة؟
ويرى مراقبون ان الاجابة على هذه الاسئلة “تنتظر نتائج زيارة ماكرون الى الامارات والسعودية، لعلها تستطيع إيجاد مخرج للحل من البوابة السعودية بما يمكن أن يطلق عجلة التأليف بلا موانع ولا خوف”.
نداء الوطن