أخبار الانتخابات

“القوات” خارج المعركة المسيحية!

مع اقتراب الانتخابات النيابية، تشتدّ الأنظار إلى توجّهات القوى السياسية وتحالفاتها لجسّ نبض نوعيّة الخطابات التي ستشهدها الساحات اللبنانية.

وبالرّغم من أنّ الحيوية الانتخابية ترتبط بشكل أكثر مرونة وحضوراً داخل الساحة المسيحية مع ما تحمله المعركة بين الأحزاب والشخصيات المسيحية، خصوصاً أنّ التيار الوطني الحر يمتاز باعتماده خطاباً ذات مضامين وتوجّهات طائفية مئة بالمئة ما يُحتّم على بقيّة خصومه داخل هذه البيئة الانجرار خلفه في تبنّي هذا النوع من مَذهَبة الشعارات والبرامج والأهداف، يُقدّم حزب القوات اللبنانية إطاراً جديداً للمعركة باعتراف خصومه وحلفائه على كافّة مشاربهم.

نجح رئيس “القوات” في إخراج المسيحيين وحزبه ضمناً من عنق زجاجة “الحقوق” و”الصلاحيات” التي حُبسوا فيها بمعيّة “الوطني الحر”، بحيثُ باتوا مع جعجع يتصدّرون المعركة الوطنيّة لاستعادة دور الدولة وليس المسيحيين فقط وصلاحيات كافّة السلطات الشرعية اللبنانية لا الرئيس المسيحي فقط وركائز حضور الدولة على الأراضي اللبنانية لا التمثيل الطائفي الضيّق.

تمكّن جعجع بعد سنين من محاولة رفع مستوى المواجهة إلى المعركة السيادية بين الدولة والمشاريع المواجهة لها، بالنّجاح في الخروج من معترك التقاتل المسيحي على السلطة، ومن إخراج كلّ بيئته كما اجتذاب بقيّة البيئات، للالتفاف خلف مشروع واحد يواجه أخطبوط السّلاح والفساد، وما عمل معراب على شبك تحالفات وطنيّة على مساحة الوطن وفي كافّة الدوائر وعلى كافّة المقاعد المسلمة منها قبل المسيحية سوى الدليل أنّ خروج “القوّات” من مستنقع المعركة المسيحية إلى ساحة المعركة الوطنية قد بات حقيقة لن تكسرها لا ملفات النبش في الماضي ولا مَن يُشيطنون.

زر الذهاب إلى الأعلى