انتخابات دائرة بعبدا: مَن سيترشّح مع مَن؟

كتبت صفاء درويش في mtv:
تكاد تكون دائرة جبل الثالثة بعبدا احدى أصعب الدوائر الانتخابية على اللوائح غير الحزبية، ومن هنا يمكن البدء بقراءة مشهد انتخاباتها المقبلة.
صعوبة خوض المعركة في بعبدا بالنسبة الى أيّ لائحة لا ترتكز على مرشحين ذوي قدرات تجييرية مقبولة تُعد كبيرة، نظرًا لأن الحاصل في هذه الدائرة وفق نسب المشاركة في استحقاق عام 2018 هو 13078 صوتًا لكل مقعد من المقاعد الستّة فيها. أمّا في بيروت الأولى، على سبيل المثال لا الحصر، فالحاصل عام 2018 وصل إلى 5459 صوتًا لكل مقعد من مقاعد الدائرة الثمانية.
انطلاقًا من هنا، تشير كل المعطيات الرقمية، أنّه ورغم تراجع شعبية مختلف الأحزاب التقليدية في القضاء، فإنّ ما يسمّى بقوى التغيير باتت ملزمة بالتوحّد من أجل ضمان حصولها على مقعد في الدائرة.
من هنا، تشهد الدائرة اجتماعات على أكثر من صعيد، الأول بين قيادة قوى المجتمع المدني والأحزاب الحليفة لها كالكتائب والكتلة الوطنية، والثاني بين المرشحين فيما بينهم. المعلومات تؤكد أن الرغبة في جمع معظم الفرقاء في لائحة واحدة كبيرة، ولكن العقبة الأساس تتمثّل برفض مكوّن أساسي في بعبدا للتحالف مع حزب الكتائب تحديدًا، وهو المحامي واصف الحركة، الذي فرض نفسه كمرشح أساسي بعد حصوله على 1308 أصوات في انتخابات 2018، ما يشكّل رافعة فعلية لأي لائحة ينضم اليها كون حظوظه بالوصول ضئيلة شيعيًا حيث ستصب الأصوات في صالح مرشح آخر في حال حصول اللائحة على حاصل.
ووفق المعلومات فإن أكثر من مرشح يدور في فلك المجتمع المدني يدرس خياراته جيدًا. حزب الكتائب حسم أمره بترشيح الناشط رمزي أبو خالد عن احد المقاعد المارونية الثلاثة وهو الذي حصل على 2586 صوتًا في الانتخابات الماضية، بينما ييرز من غير الحزبيين أكثر من اسم بينهم زياد عقل وروبير خليفة، والذي يشكّل اسمه عاملًا جاذبًا للائحتين المفترضتين كون لبلدته الحدت خصوصية معروفة.
أمّا على صعيد المقاعد الشيعية، فيبدو أن حزب الكتائب سيضم على لائحته بلال علامة، وهو مرشح سابق عن المقعد البلدي في الغبيري، بينما لم ترشح حتى الساعة اسماء اخرى في حال لم تنجح الجهود في توحيد نواة اللائحتين.
من جانبه، ووفق المعلومات، فإن حزب الله قد حسم أمره بجمع حليفيه، التيار الوطني الحر وحركة أمل في لائحة واحدة، وهو أبلغ حلفاءه بقراره هذا.
على صعيد المقاعد المارونية يبدو أن التيار الوطني الحر يتجه لترشيح مرشح واحد في دائرة بعبدا وهو النائب الحالي آلان عون، بعدما كان له عام 2018 نائبين هما عون وحكمت ديب. ووفق ما تشير أرقام ماكينة انتخابية تابعة لاحد احزاب الثامن من اذار، يملك “التيّار” حاصلًا وربعًا في الدائرة، بينما قد يصل الثنائي الشيعي إلى 1.6، بعدما كان 1.5 عام 2018. واضافة إلى النائب علي عمار الذي يبدو ترشيحه محسومًا حتى الساعة، يبقى المقعد الشيعي الثاني رهن قرار قيادة حركة أمل اذ تشير الأجواء الى أن النائب فادي علامة لن يكون مرشحًا هذه المرة، رغم أن هذا القرار غير نهائي حتى الآن.
أمّا المقعد الدرزي فسيُترك للحزب الديمقراطي كما حصل في عام 2018.
اللائحة الثالثة، والتي ستجمع القوات اللبنانية بالحزب التقدمي الاشتراكي مبدئيًا، تشير معظم المعطيات الى أنها ستتمكن من الحصول على مقعد ماروني ومقعد درزي أكيدين، كما ستعوّل على الاصوات السنية في الدائرة (حوالي 4000 مقترع من 10000 ناخب) للعمل على رفع الحاصل والمنافسة على المقعد الماروني الثالث. حزب القوات اللبنانية سيرشّح النائب بيار بو عاصي، فيما لا يزال عضو اللقاء الديمقراطي هادي ابو الحسن يحظى بالمكانة نفسها حزبيًا وشعبيًا، وبالتالي من المستبعد ابداله بأي مرشح آخر عن الحزب التقدمي الاشتراكي.
فالمقعد الماروني الثالث سيشكّل بحد ذاته المعركة الفعليّة في الدائرة، إذ أنّ حسم باقي المقاعد يُعد نظريًا أمرًا طبيعيًا، بينما ستعوّل اللوائح الحزبية على تشكيل المجتمع المدني لأكثر من لائحة ما يصعّب فرص اي لائحة من لوائحه من الوصول إلى الحاصل، فيظفر الآخرون بالمقعد.
قد لا تكون بعبدا أم المعارك، ولكنها بالطبع أصعبها، لا سيما لناحية تسجيل خرق وتغيير كبيرين عمّا انتجته نتائج عام 2018، إلّا في حال حصول مفاجأة على صعيد التحالفات في فترة ما قبل الانتخابات النيابية.